قصة اقوى فيلم رعب في العالم

وينتهي الجزء الأول من فيلم "المنشار" بكارثة، فالمجرم لا يزال حيًا، بل وفعالاً، والبطلان يتوفاهما الله بأسوأ الأشكال المرعبة الممكنة، والمنشار يحز قدم الرجل الذي ينزف حتى الموت. واللعبة أصبحت (Game Over).

لكن للأسف، فالـ(Game) لم تكن (Over) بعد، والرعب لا يزال مستمرًا.

تدور أحداث الجزء الأول من الفيلم عن اثنين من الأشخاص يستيقظان في مكان مجهول تمامًا بالنسبة إليهما، وهما أيضًا مجهولان بالنسبة لبعضهما البعض. ويجدان أنهما مقيدان تمامًا إلى جدران ذلك المكان المهجور، وهناك رجل مقتول في الغرفة معهما، وتبدأ المحاورات بينهما لمحاولة فهم الأمر.

يكتشفان بأنهما كانا ضحية اختطاف من مجرم معروف يدعى "جيسو"، والذي لا يقتل ضحاياه بشكل مباشر، بل يضعهم أمام اختبار للحياة أو للموت، وعليهم أن يجتازوا ذلك الاختبار.

وتستمر الأحداث في الجزء الأول لمحاولة حل ألغاز المجرم من أجل الخروج من ذلك المكان.




ويبدأ الجزء الثاني من الفيلم بداية تعيدنا إلى عالم الرعب بضربة محسوسة حقًا على رأي صديقنا "شكسبير"، ها هو أمامنا فتى جديد من ضحايا المجرم "جيسو"، يستيقظ لتوه من غفوته، عينه تقطر دمًا، ووجهه يبدو عليه الرعب، وتنتظره الرسالة المخيفة على شاشة التلفاز أمامه:
- أهلاً بك يا صديقي.. أنت لا تعرفني، ولكنني أريد أن ألعب معك لعبة.. أنا أعرفك وأعرف أنك تعمل كـ(جاسوس) للشرطة تنقل لها المعلومات، ولكن لحظة.. يبدو أن الآلة المربوطة على صدرك تزعجك.؟! إنها آلة قتل قديمة تدعى قناع الموت.

هذا القناع سيقفل على وجهك (بكل تلك الأشواك الحديدية التي ستنغرز في وجنتيك) خلال دقيقتين بمجرد أن تقوم من الكرسي الذي تجلس عليه، ولكنّ هناك مفتاحا واحدا فقط لهذا القناع، سأعطيك دليلاً بسيطًا عن مكان وجود هذا المفتاح.

هل ترى هذا المستلقي على السرير؟! هذا أنت منذ أقل من ساعتين..! أما المفتاح فهو موجود وراء عينك اليمنى..!

تجد أمامك مشرط بسيطًا، وكل ما عليك أن تقوم به هو أن تنتزع عينك (أداة حصولك على العمل في الجاسوسية بالشرطة) كي تحصل على المفتاح.
بانتظارك.
وتبدأ الدقيقة..



أما قصة الفيلم فهي تتحدث عن الشرطي "إيرك" المتابع الرئيسي لجرائم المجرم المجنون "جيسو" الذي يظهر لأول مرة في هذا الجزء بعد أن كان دوره ثانويًا جدًا في الجزء الأول، يحاول "إيرك" اكتشاف مكان وجود المجرم "جيسو" الذي يحاول قتل الناس لخطاياهم تجاه المجتمع، ولعدم اهتمامهم بحياتهم.

فالأخ "جيسو" هو عجوز مريض موشك على الموت، لهذا فهو يقدر الحياة جدًا، يقدرها أكثر من اللازم كما يبدو.

لقد وصل "إيرك" عبر مجموعة من الأدلة إلى مكان تواجد "جيسو" وانطلق مع فرقة من الشرطة للقبض عليه، ولكنه هذه المرة عندما حاول القبض عليه استطاع "جيسو" أن يقنعه بالنظر تحت مجموعة من الأغطية.

وهناك وجد مجموعة من شاشات المراقبة تظهر مجموعة من الرجال والنساء محجوزين في مكان واحد، لقد قام "جيسو" بجمع 9 أشخاص مختلفين في مكان واحد في أكبر لعبة حياة أو موت في حياته، وعلى هؤلاء الأشخاص اكتشاف طريق خروجهم من هذا المكان أحياء خلال ساعتين، أو أن غاز الأعصاب الموجود في الهواء سيقتلهم جميعًا.



المشكلة الأكبر أن ابن الشرطي "إيرك" الشاب هو واحد من هؤلاء التسعة، و"أماندا" التي كانت الناجية الوحيدة من مقالب "جيسو" في الجزء الأول هي واحدة أخرى من هؤلاء التسعة.

وتبدأ سلسلة الأحداث المريعة التي يستمر بها الفيلم ومجموعة المقالب المميتة التي جهزتها "جيسو" لهؤلاء التسعة، ولعبه بالكلمات والأرقام والأحجيات وصولاً إلى هدفه في تحقيق حلمه.

لن أحرق عليكم نهاية الفيلم، فأجمل ما في هذا الفيلم هو مجموعة المفاجآت الموجودة به، ولكنني أستطيع أن أقول لكم بأن أحداث الفيلم تتشابك أكثر فأكثر، وتزداد المشاجرات بين الأشخاص التسعة والذين يقل عددهم واحدًا وراء الآخر بسبب ألغاز "جيسو" القاتلة، وصولاً إلى النهاية المفاجئة كما في الجزء الأول.

الفيلم بمجمله مليء بمشاهد العنف والقتل الدموية، وهو ما تستطيع أن تراه من البوستر الخاص به (ترى إصبعين مقطوعين محطمي الأظافر يشيران إلى الرقم 2)، إلى جانب طبعًا الكثير من الضغط على أعصابك، بمجموعة من المشاهد التي تجعلك تصر على أسنانك طوال الوقت.

من أجمل المقاطع التي مرت بالفيلم ذلك المقطع الذي يتحدث فيه أحد الأبطال عن الموت والحياة الأبدية عندما يقول:
- ما دواء السرطان يا (إيرك)؟! ما دواء الموت نفسه؟! الجواب هو الخلود، عن طريق صنع ميراث، عن طريق عيش حياة تستحق التذكر، تصبح أبديًا.




الفيلم هو لعبة تتحايل على خيطين، خيط الألعاب النفسية المريعة، وخيط المشاهد الدموية المرعبة، لست من عشاق المشاهد الدموية وأنا من النوع سريع الاختباء في كتف المجاور لي في السينما لأخفي وجهي كالفتيات، ولكن الفيلم استطاع الاستحواذ عليّ بألعابه النفسية وهو النوع الرائع من الرعب الذي أحبه.

لست معتادًا على أن أحب أفلام الجزء الثاني، الأفلام التي يصدر منها جزء ثان لمجرد أن الجزء الأول كان ناجحًا، وأرى بأن فيلم (أوشن 12) أسوء ما خرج من هذه الأفلام، ولكن هذا الفيلم استطاع أن ينضم إلى قائمة (تمامًا كالجزء الأول) والتي لا تضم الكثير من الأفلام للأسف.

والفيلم أيضًا يدفعك لأن تسأل نفسك، هل لديك الشجاعة الكاملة للاستمرار في المشاهدة..؟! ولكنه يستحق.. حقًا يستحق.

الفيلم متميز حقًا، وأنصحك بمشاهدته لو أنك من هواة أفلام الرعب العتيدين من أمثالي، كما أنصحك بألا تقضي ليلتك بعدها وحيدًا، فالظلام يخفي الكثير مما لا يعرفه الكثيرون، وربما لا يريدون معرفته